ملخص كتاب - اللصوص الخمسة للسعادة

تعريف السعادة 

اللصوص الخمسة للسعادة

السعادة هي حالتنا الطبيعية 

لذا يجب علينا ألا نبحث عن السعادة  بقدر ما علينا ألا نقف عائقا أمامها ونحن نبحث عن السعادة  نكتشف أن التعاسة تحيط بنا في كل مكان  فهل يمكن أن البحث عن السعادة يحمل في طياته بذور التعاسة ؟ أن فكرة  البحث عن السعادة جعلتنا نعتقد أن السعادة والرضا ليست حياتنا الطبيعية .

بعض الناس سعداء بصرف النظر عما يحدث في حياتهم  كان أرسطو يبدأ كلامه عن السعادة بأنها الهدف الاسمي في الحياة البشرية   ويكون سبب أزدهار البشر في عنصرين هما ، الصحة و الثروة  وأن السعادة ليست مرتبطة  مباشرة بما يجري في حياتنا لحظه  بلحظه .

كيف نعرف السعادة ؟ 

السعادة هي الرضا والشعور بالرفاهية والإحساس بأن للحياة معني وهدف  وعندما نتكلم عن السعادة فأنني أقصد شعورا عميقا بالرضا الداخلي والذات وفكرة السعادة هي فكر قديم منذ ألاف السنين .

وتوضح لنا قصة نشأة الخلق  قصة أدم وحواء وهما في الجنة كانوا سعيدين ويعيشون في نعيم  وكان بإمكانهم أن يفعلا أي شيء يريدنه في الجنة ما عدا الأكل من الشجرة التي نهاهـم عنها الله عز وجل  فكانوا يستمتعون بنعيم الجنه فأغراهما الشيطان بالأكل من الشجرة المحرمة وعاقبهما الله تعالي علي عِصْيَان أوامره وأهبطهما إلي الأرض ؟ 

  تأمل هذه القصة وفكر في هذه اللحظة .

" الجنة  " مصطلح للتعبير عن مكان فيه كل شيء رائع وجميل وفجأة يتغير الحال  وتتحول فالجنه لا تتغير ولكن المنظور الذي تري من  خلاله الجنه هو الذي سرق الشعور الطبيعي بالصواب  فالحصيلة الناتجة عن أكل الشجرة هي أن كتب علي البشر المعاناة منذ تلك اللحظة .

بعض الناس يفسرون أن ما حدث كان عقابا ولكن بانفصالنا عن طبيعتنا الحقيقية  وهي الجنه والسعادة  فقدنا الاتصال بسكينتنا الطبيعية وظللنا نبحث عن السعادة منذ تلك اللحظة 

السكينة العميقة 

ورغم أن المعاناة قائمة في هذا العالم الخارجي . فالسكينة الداخلية التي نسعى إليها موجودة بداخلنا فعلًا وأن السعادة ملكنا بطبيعة الحال فقد قال الشاعر جلال الدين الرومي .

إن الإلهام الذي تبحث عنه موجود بداخلك في الأساس أصمت وأنصت وستري مرارا وتكرار أن هذه الفكرة موجوده بالفعل . السعادة الداخلية تجدها في الطبيعة من حولك 

دخول اللصوص 

كلمة اللصوص كناية عن ما يسلبنا سعادتنا الطبيعية وسكينتنا الداخلية اللص  هو شخص يسرق شيئا ملك هذه اللصوص الخمسة للسعادة أنماط موجودة بداخلنا وأنها تغير نظرتنا للحياة بشكل كبير وستبعدك عن السعادة اللصوص متخفون في ثوب الأصدقاء 

ممكن للصوص الخمسة الظهور بأشكال تنكرية رائعة  فاللص البارع يبدو كأنه صديق فستدرك أن اللص البارع يأتي متنكرا بصفته قوة بناءة  في حياتنا ..  ولكنه يخدعنا في نهاية الأمر والهدف النهائي هو طرد أنماط التفكير في الخمسة اللصوص من حياتنا .

الطبيعة الحقيقية للإنسان 

هل نحن أنانيون أم إيثارين بشكل غريزي ؟ 

هل وجدنا لنكون تعساء أم لنعيش سعداء ؟ 

هل نخرب كوكب الأرض في النهاية ؟ 

هل نقضي علي ما فيه من روعة وجمال ؟ 

بالطبع تنافس البشر مع بعض وتشهد الحروب بذلك ولكن القصة الحقيقية  للتقدم البشري هي التعاون الإنساني والجانب المظلم في حياتنا أننا عشنا 99,9 % من تاريخنا البشري في  قبائل تبحث عن الطعام 

1- اللص الأول - السيطرة 

يريد هذا اللص منا الاعتقاد أن بإمكاننا السيطرة علي الحياة وهناك قصة شهيرة لأمير من أمراء الهند أراد أبوه حمايته وإعداده لحياة الملوك ولكن كان عنده هاجسا أن ابنه أذا عاني بأي شكل من الأشكال سيصبح رجل دين فمنع عنه رجال الدين والشيوخ حتي لا يري هرم الشيخوخة والمعاناة والموت وإحاطة بالشباب فقط. 

وعندما بلغ 29 عاما قرر الأمير مغادرة القصر للقاء  مع رعيته وعندما غادر القصر قابل رجلا شيخا ثم رجل مريضا ثم جثة متحللة  وأخيرا قابل رجل زاهد في الحياة ترك المتع الدنيوية ويعيش حياة بسيطة . 

ولأنه لم ير أي معاناة  ولا موت من قبل أدرك الأمير أننا نشيخ ونكبر ونمرض ونموت في النهاية  فدخل في حالة اكتئاب شديد وعاش حياة زاهدة لسنوات طويلة هجر فيها متع الدنيا  وبدأ رحلة البحث الداخلي والمعاناة حتي سار عمره 49 عاما واكتشف أن اللص الأول للسعادة  هو السيطرة . 

يريد هذا اللص منا الاعتقاد أن بإمكاننا السيطرة علي الحياة عوضا عن تقبلها كما هي والحقيقة التي عانا منها الأمير هوا لتطوق إلي أن تكون الحياة مختلفة عن ماهي عليه  وطبيعة الحياة هي وجود الكثير من الأمور الخارجة عن السيطرة  وبصفتنا بشر فأننا سنعاني ونمرض ونموت في النهاية  وها هي طبيعة البشر 

وقد أدرك الأمير في النهاية أن الحقائق الصعبة للحياة لا تسلبنا سعادتنا إن السعادة هي معرفة ما يمكننا السيطرة عليه  وتقبل مالا يمكننا  السيطرة عليه  وأن السعادة  تنبع من داخلنا وأفعالنا هي التي تجلب لنا السعادة . السيطرة وهم  واللحظة الراهنة هي الواقع وأننا أذا عشنا الحاضر فقط سنكون سعداء  فلا شيء  يفيد في التفكير في المستقبل أو الماضي 

والتفكير في الماضي لا يصحح الأخطاء التي ارتكبناها ولأكنة يزيد لدينا الشعور بالندم وهذا الشعور يسبب لنا التعاسة فالماضي هو ما كان ونحن يمكننا التعلم منه ونبدأ في التغير في قرارات جديدة وبوعي تام .

فركز في الحاضر وتقبل الواقـع أيا كان فعليك ملاحظة اللص والقبض عليه  والاستعداد لخوض الحياة لتحل السعادة والسكينة محل التوتر والقلق  السيطرة تؤثر في الحياة بشكل كبير أخلق لنفسك السعادة 

2- اللص الثاني - الغرور والأنانية 

هو أحد أقوي لصوص السعادة أنه اللص الثاني للسعادة وهو أبراز مفرط لأهميتك الشخصية واعتقادك أنك منفصل عن الآخرين وأنك تجد السعادة في تميزك  تشعرك بالغرور ويتسبب هذا اللص في هوسنا الدائم بأنفسنا ومكانتنا ونطرح لأنفسنا أسئلة ؟  ما منزلتي  ؟  وما مرتبي  ؟  وما المكان المناسب لي ؟   وهل  أنا مهم  ؟ 

 وكل الأسئلة تدور حول أنا ونفسي ؟

 ومتي كان عالمنا يدور حول الغرور من المؤكد أنك ستفقد السعادة فدائما أسئل نفسك ؟ 

ماذا لو كنت جزءا من كيان كامل فعلًا له معني ؟ 

ماذا لو كان تركيزك علي سعادتك ؟ 

فأن غرورك يسلبك سعادتك ؟ ويجعلك تشعر أن الشيء الذي تظنه مصدرا لسعادتك هو نفسه سبب تعاستك ؟  فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي ميزه الله عز وجل بالعقل  فأستفيد بكل التجارِب السابقة وأبتعد عن الغرور 

3- اللص الثالث - الجشع أو الطمع 

الجشع هو رغبة مصحوبة بالحسد في شيء لا تمتلكه لنفسك ومن تعاليم ديننا أنك لا تشتهي بيت جارك ولا امرأة جارك  ولا عبده ولا أمته  ولا ثوره ولا حماره  ولا شيئا من ممتلكات جارك نهائيا . 

أن الجشع لص قوي ومخادع من عدة أوجه لأنه يأتي متنكرا في صورة أخري ؟  في صورة طموح أو في صورة رغبة في شيء نريد أمتلاكه  أو تطلع إلي ما يمتلكه الآخرون ؟  وتريد أمتلاكه فيتولد لدينا شعور بالحسد وعدم الرضا  والنقص  . 

 وهناك قصة شهيرة قصة الملكة الشريرة في قصة سنووايت  قصة سنووايت المشهورة عندما ماتت والدتها عند ولادتها  وتزوج الأبُّ مرة أخري  وكانت الملكة الجديدة جميلة جداولكن الملكة الجديدة كانت لا تجد سعادتها إلا في المقارنة بالآخرين وكانت كل يوم تسأل مرآتها العجيبة نفس السؤال  من هي الأجمل علي الإطلاق ؟ 

 وكانت المرآة تقول لها أنت الأجمل طبعا  وكانت الملكة سعيدة بذلك  ولكن في يوم أخبرتها المرآة أنها جميلة فعلًا  ولكن سنووايت أجمل 

فتسبب لها بالغضب الشديد والقضاء علي شعورها بالرضا وقضي علي علاقتها بالعالم الخارجي وإرسال صياد لقتل سنووايت وهذا ما فعله الجشع  يسلبنا أرادتنا وقدرتنا علي الشعور بالامتنان لأنفسنا وللآخرين أيضا . 

أن القوة المعاكسة للجشع هو الأمتنان في زيادة  شعورنا بالرفاهية والسعادة 

4- اللص الرابع - الاستهلاك 

الاستهلاك بالطبع هو أساس مجتمعنا الاستهلاكي كله وقد ستسمنا أنفسنا علي أعتقاد أننا بحاجة إلي الشراء لشيء ما لنشعر بالرضا والسعادة أن هذا اللص يكون مدمرا ويخدعنا أن سعادتنا تكمن  في الاستهلاك  وأننا سنكون سعداء عندما نمتلك الأشياء تلقي الحب والسعي وراء استحسان الآخرين والجري ورائهم ليس هو سر السعادة .

سر السعادة  في فكرة أن السعادة اختيار وأننا ممكن الحصول عليها في أي وقت هي فكرة شديدة البساطة والجوهر أن السعادة والرضا والقناعة هي  تـاج العقـل 

5- اللص الخامس - التراخي والراحة 

هو لص ماكر  في الواقع فهو أشبه بشخص كسلان يجلس علي الأريكة  وجهاز الريموت  في يده ويريد البقاء أمام القنوات التليفزيونية طول الوقت وهو عالقا في الروتين مُدْي الحياة وهناك قصة تقدم صورة رائعة لحالنا إلاّ هي عندما يدير هذا اللص حياتنا . 

كان هناك رجل يركب جوادا كبيرا ينطلق من قرية صغيرة وكان الجواد يجري بأقصى سرعة وبدأ الرجل يشعر أنه سيقع في أي لحظة  فنادي  شخص غريب علي  الرجل قائلا إلي أين تذهب  ؟! 

 قرد الرجل صارخا لا أعلم  أسأل الجواد !! فأدأ سيطر هذا اللص علي بيوتنا فأننا نصير مثل هذا الرجل علي الجواد  ونجد أنفسنا مقيدون بالروتين .

عقلك والسعادة 

يميل البشر إلي حب النظام . ولكن الفوضي تسود حياتنا هذا التناقض الغريب مفارقة في طبيعة العقل البشري أن عقولنا تتحمس للتغير ولكننا  نميل  للروتين ومن منظور علم الأعصاب .

أن عقولنا مياله للعادات دائما وعقلنا الباطن هو ما يتخذ الغالبية العظمي من قراراتنا  وهو أمر شديد الفاعلية وطاقتنا للقرارات الكبيرة أو الجديدة  يتخذها عقلنا الواعي وبذلك نميل إلي التلقائية .

السعادة أمران متلازمان 

أظهرت البحوث الحديثة أن أجسادنا وأمخاخنا محبة للخروج علي الروتين المألوف  وتشير الدراسات إلي أن الناس تتعلم نشاطات جديدة ومختلفة مثل الفن والعزف علي اله موسيقية والرسم والقراءة والجري والأنشطة الرياضية المختلفة خوفا من فقدان القدرات الذهنية أو المرض أو الزهيمر.

 فكلما خرجنا عن الروتين والمألوف تتحسن حالتنا النفسية والبدنية  وأزداد نمو الخلايا العقلية ونطرد هذه اللصوص من حياتنا للأبد  ولن تدع الجواد يقودك ولكن دائما تكون أنت القائد ولا تعود للاتجاه السلبي 

ثلاث خطوات للتخلص من اللصوص

1- أمسك الحرامي - أمسك اللص الذي بداخلك  .

2- أوقف الحرامي - أوقف الأفكار السلبية وسيطر عليها  .

3- الأفكار الإيجابية - طرد الأفكار السلبية من تفكيرك .

تولي زمام السيطرة 

اللص الخامس هو الأمكر بين اللصوص فنحن نرحب بالروتين والتراخي والراحة هي  لص يهدم منازلنا جميعا فتولي زمام الأمور وغير العادات المميتة والقاتلة 

وأعلم أن  بإمكانك تغير العادات القديمة . وتخلص من ماضي حملته معك ولا يفيد وحاول الانسجام دائما مع الطبيعة والتفكير بشكل إيجابي وتعود حل مشاكلك دائما أول بأول ويكون شعارك في الحياة أن أعيش الحياة بسعادة فائقة أطرد اللصوص من منزلك فعقلنا الداخلي هو منزل سعادتنا ومهمتنا هو طرد اللصوص الخمسة من بيوتنا وعقولنا .

والسعادة قرار وشعور عميق بالرفاهية . العقل هو مصدر سعادتنا ومستقبلنا . فقم  بوضع خطط جديدة في حياتك ومستقبلك ويكون لديك الرغبة التامة في السيطرة علي تفكيرك وسعادتك . 

تخيل عالمنا دون اللصوص الخمسة .

اللصوص الخمسة للسعادة

• حياتك من صنع أفكارك أصنع لنفسك السعادة 
• عيش اللحظة

المصدر 

كتاب : اللصوص الخمسة للسعادة 

تأليف  : جون إزو 

الناشر : مكتبة جرير

الصفحات : 180 صفحة 

مكتبتي الجميلة my library beautiful