د. طه حسين عميد الأدب العربي
نبذه عن حياة طه حسين هو كاتب ومفكر وناقد وأديب وشاعر مصري لقب بعميد الأدب العربي وكان أول من حصل علي شهادة الدكتوراه في الأدب العربي بالرغْم ظروفه وقد كتب العديد من الروايات والكتب ومن أشهرها
كتاب الأيام الذي كتب فيه سيرته الذاتية التي ترجم إلي اللغة الانجليزية.
وكان يمتاز بأسلوب تركيبي في صياغة الجمل لإيضاخ المعني وأظهار قوتها اللغوية وكان أسلوبه الأدبي يتميز باختيار المفردات وصياغة العبارات بغرض التأثير والإقناع وكان يتميز أيضا بأذن موسيقية
وكان يكثر من المحسنات الإبداعية والتنوع والتضاد في الكلمات التي تدل علي المعني وأتسم أسلوب طه حسين بالسلاسة والوضوح وقد دعا إلي المحافظة علي اللغة العربية الفصحي وقواعدها .
د.طه حسين عميد الأدب العربي |
رحلة ظلام طه حسين و نشأته
ولد في 14 نوفمبر 1889 م في محافظة المنيا في الصعيد أصاب طه حسين بالرمد في عينية وهو في السادسة من عمره وكان الجهل وقتها هو السائد ولا يفكرون في الذَّهاب إلي الطبيب ويكتفون بالحلاق في معالجة أمراضهم وفقد بصرة علي يد الحلاق نعم فقد عينيه .
وكان هذا الحدث أكبر مفاجآت حياته ولكنه أكسبه صفات جميلة منها الصمت و القراءة وحسن ألاستماع ولم يعد ذلك الطفل الذي يلعب ويمرح ويجري ترك كل رفاقه وأنضم إلي رفاق أبيه .
يحضر معهم ندوات وقصص الغزوات والأنبياء والصالحين ويحضر مجلس الشعراء بالليل أما النهار كان يخلو بنفسه طويلا.
وفي سن التاسعة من عمره كان قد حفظ الكثير من الأغاني والقصص والأشعار وشعر الهلالي والزناتي والأدعية والصوفية وحفظ الكثير من القرآن الكريم ولكنه كان دائم النسيان والتكرار في القرآن ولكنه لا يعرف الفشل.
حفظ القرآن وأتقن التجويد براوية حفص وتأثر كثير بموت أخيه فعرف الله كثيرا وتقرب إليه أكثر ثم أخذ الأبُّ يفكر في حياة أبنه وأنه يريد أن يلحقه بالأزهر الشريف .
طه حسين والتعليـم
قضي أربع أعوام في الأزهر الشريف تعلم فيها الكثير ثم ذكر أسم الجامعة أمامه وكان لا يعرف عنها شيئا وبدأ يفهم ويسأل عنها حتي شعر أنها ستكشف الظلام الذي بداخله فقدم فيها وعاش فترة بين خوف كبير ورجاء ضئيل هل يقبل فيها أم لا ولاكن كانت المفاجأة أنه من طلابها .طه حسين وأساتذة الجامعة
أحب طه حسين أساتذة الجامعة المصريين وأجانب فكانوا يضيفون إلي روعتها روعة وإلي إشراقها إشراقا وكان لهم في حياته أبعد الأثر وأعمقه لأنهم جددوا علمه بالحياة وغيروا نظرته بالمستقبل وأتاحوا له العلم الكثير الذي غير شخصيته وقواها.أتاحوا له الثقافة الشرقية التي أتلفت إتلافا معتدلا من علم الشرق والغرب وكان من بينهم الحازم والمبتسم والمازح وكان منهم ذو العلم العميق الذي يبهر ويسحر القلوب والعقول
وذو الثقافة الرفيعة والعلم الغزير وكان طه منبهر بهم جميعا.
أنهي طه حسين مرحلة الجامعة وبدأ في رسالته للدكتوراه وفي رسالة الدكتوراه أنتقد فيها أستاذه بصراحة وكان من المشرفين علي الرسالة فأنزله من ممتاز إلي جيد جدا .
أقام العام الأول من البَعثة ثم عاد إلي مصر وذهب إلي الجامعة وحاول أن يتعلم اللغة الفرنسية فعلم من صديق له بوجود مدرسة مسائية لتعليم اللغة الفرنسية فذهب وسمع الدرس ولأكنه لم يستفد شيئا وظل يتنقل من معلم إلي أخر حتي تعرف إلي أستاذ الذي يجيد اللغة الفرنسية ويجيد ويحب الكتاب والشعراء الفرنسيين ويترجم له الشعر الفرنسي وكل ما يقرأ عليه وكان معجب بأسماء الشعراء والأدباء الفرسين وكانت تسحره الأسماء منهم
سفر طه حسين إلي أوروبا
أقام العام الأول من البَعثة ثم عاد إلي مصر وذهب إلي الجامعة وحاول أن يتعلم اللغة الفرنسية فعلم من صديق له بوجود مدرسة مسائية لتعليم اللغة الفرنسية فذهب وسمع الدرس ولأكنه لم يستفد شيئا وظل يتنقل من معلم إلي أخر حتي تعرف إلي أستاذ الذي يجيد اللغة الفرنسية ويجيد ويحب الكتاب والشعراء الفرنسيين ويترجم له الشعر الفرنسي وكل ما يقرأ عليه وكان معجب بأسماء الشعراء والأدباء الفرسين وكانت تسحره الأسماء منهم
مارتين والفريد دي موسيه والفريد دي فني وشاتو بريان وغيرهم .
يزيد طه حسين شوق وشغف العلم بلغة هؤلاء الكتاب والشعراء لروعة ما كان يصل إليه من أثارهم ومن أسماء كانت تسحره وتبهره ثم ظل التنقل من معلم إلي أخر حتي وجد شابا في سنه أسمه محمود سليمان قرأ معه الكتب الأولي
وظل يتدرج من كتاب إلي أخر حتي وجد نفسه في يوم يقرأ معه قصة كانديد لفواتير وتقدم كثير في دروس الفرنسية ، وكان طه حسين يسافر إلي أوربا يحضر العام الدراسي ويعود إلي مصر ليتقن اللغة الفرنسية.
زواج طه حسين خلال الجامعة
تعرف إلى سوزان التي أقترب منها خلال دراسته بالجامعة وكانت تساعده كثيرا وتقرأ له بالفرنسية ودونت له المحاضرات والمذكرات وتزوجها وكان من أجمل الأوصاف التي أطلقها طه حسين علي زوجته أنها المرآة التي أبصر بعينيها ويقول عنها في كتابه الأيام الذي ألفه.أنها كانت تحدثه عن الناس بروعه تجعله يراهم وينفذ إلي أعماقهم و تحدثه عن الطبيعة فيشعر بها شعور من يعرفها من قرب وكانت تحدثه عن الشمس حين تملأ الأرض نورا وعن الليل حين يملأ الأرض ظلمه وعن مصابيح السماء حين ترسل ضيائها إلي الأرض وعن الجبال حين تتخذ من الجليد تيجانا ناصعة البياض وعن الشجر حين ينشر الظل لمن حوله والروح والجمال وعن مظاهر الجمال والروعة ومظاهر القبح والبشاعة في الناس
فأخذت تثوب إليه ثقته وأخذ ينجلي عنه شعور الغربة والضيق والوحدة
قال عنها أن فتاتي قد جعلت شقائي سعادة وضيقتي سعه وبؤسي نعيما وظلمتي نورا .
وكانت فتره خطبتهما كلها ما بين دروس الفرنسية ولاتينية والدراسة وكانت قد أخذت عليه الجامعة عهدا إلا يتزوج خلال البَعثة وظل في حَيْرَة طويلة إلا أن أرسل إلي الجامعة اِسْتَأْذَنَها لزواجه ورأفة به وبظروفه .
وافقت الجامعة علي طلبة ولا كنه لم يأذن لنفسه ولم تأذن له فتاته إلا بعد أن يظفر و يعد رسالة الدكتوراه وزاده أذن الجامعة بالزواج نشاطا وكدا وطموحا أكثر .
أقرأ أيضا > أشهر الرائدات
العـودة إلي الوطـن
وبعودة الدكتور طه حسين إلي الوطن عين أستاذا بالجامعة المصرية وكان أول ما تولاه تدريس التاريخ القديم اليوناني والروماني وفي نفس الوقت ألف كتابه الظاهرة الدينية عند اليونان وكتابا آخر عن الشعر التمثيلي عند اليونان ثم أشترك في تَرْجَمَة كتاب الواجب تأليف جول سيمون عن الفرنسية .
وترجمة كتاب نظام الأثينيين لأرسطو عن اليونانية ثم روح التربية تأليف جو ستاف ولبون عن الفرنسية ثم ظهرت الحركة المسرحية في مصر فبدأ بتعريف المسرح الفرنسي وبدأ ينشر كل شهر مجلة الهلال ملخص تحليلي لروائع المسرح الفرنسي .
وأهتم بتنشئة الشباب وألف لهم كتاب قادة الفكر ثم أصدر كتابه في الشعر الجاهلي وقد قامت القيامة علي هذا الكتاب وصاحبه وكان المحرك الأول هو حزب المعارضة وهددت الوزارة بالاستقالة له وأنتقل الموضوع للبرلمان وانتهت وقتها بحجب الكتاب عن البيع في المكتبات.
ولم تكن المرة الأولي الذي يحدث ضجه حول كتب الدكتور طه حسين فقد كان قبلها كتاب تجديد ذكري أبي العلاء وطالبت الجمعية التشريعية حرمان د.طه حسين من حقوق المشايخ الأزهر جامعين وأتهموه بالألحاد والكفر حتي أحاذه مشايخ الأزهر الشريف.
عميد الأدب العربي د. طه حسين
الدكتور طه حسين الكفيف قد أعلنت الجامعة المصرية عام 1928م تعيين الدكتور طه حسين عميدا للأدب العربي فيها مكان العميد الفرنسي ولاكن كان الوزير وقتها من غيرالحزب الصديق ورغب في أستقالة د. طه حسين وحسما للأمر قبل د. طه حسين الاستقالة بشرط أعتماد تعينه أولا ويوقع عليها ثم بعد ذلك يقدم استقالته .
انتهت مدة العميد الفرنسي عام 1930 م عادت الكُلْيَة وانتخبت الدكتور طه حسين عميدا للأدب بالجامعة المصرية ووافقت الوزارة الجديدة وقتها وعرض عليه منصاب كثيرة ولكنه أ ثر البقاء عميدا للأدب .
ثم غضبت الحكومة عليه لأنهم أرادوا أن يمنحوا دكتوراه فخرية لبعض السياسيين فأبي الدكتور طه حسين حفاظا علي مكانة الدكتوراه وعليه تم نقله إلي وزارة المعارف فنفذ النقل والكنه رفض أن يزاول عملا إلا في كِلْيَة الآداب حيث كان قرار تعينه منذ إنشائها.
ثم صدر قرار أحالته في مارس 1932 م ثم صفت له الأيام مرة أخري وعين في عام 1942 م مستشارا فنيا في وزارة المعارف ومديرا لجامعة الإسكندرية معا وأحيل من الجامعة عام 1944 م وعاد إلي وزارة المعارف مرة أخري وأصبح وزيرا لها .
مجانية التعليم
قرر الدكتور طه حسين مجانية التعليم لإيمانه بأن التعليم ضروري للناس كالماء والهواء وظل الدكتور طه حسين معروفا باسم عميد الأدب فهو عميد الأدب بحكم دراسته الجامعية وبحكم روحه الجامعية ومؤلفاته علي هامش السيرة النبوية ومرآة الإسلام ومؤلفاته في الفنون الأدبية المعروفة .د. طه حسين الروائي
طه حسين الروائي وأعماله الفنية المبدعة مثل كتاب الأيام وأعماله القصصية وتصوير آفاق الحياة في صعيد مصر ويصور لنا ريف مصر ويصور لنا المرآة بالأم الصعيدية العريقة والأم الغنية الميسورة والمرآة الفقيرة و المرآة المحرومة والمرآة اللعوب والمرآة الغازية وصور كثيرة للمرآة في رواياته .د. طه حسين مؤرخــا
تحدث الدكتور طه حسين عن الحضارة العربية بالترجمة والشيخان يعني بهم أبا بكر وعمر وأديب و قادة الفكر وكان أول إنتاجه في النقد عام 1910 م وبدأ ينقد حافظ إبراهيمفي بعض كلماته بأن فيها خطأ معنويا شديدا .
د.طه حسين الكفيف الذي أضاء العالم كله
نشأ وَسَط الظلام ولاكن حاول أن يقهر الظلام وأنار الدنيا بعلمه سعي لأن يجعل التعليم والتنوير متاحا للجميع كالماء والهواء . شغل مناصب كبيرة ومكانه عالية مرموقة بصبره وتعليمه وكفاحه أيقظ وعي الشباب لأهمية التعليم والرضي والقناعة
كان يعترف بفقره وأغناه الله بفضله كان يقهر كل الصعاب ويقول لنفسه لم لا أكون من قادة الفكر الذين يؤثرون في الأمة؟ وهذا موطن عظمته لم يستسلم لظروفه ولا يؤمن بالعقبات .
رزقه الله عز وجل بزوجة أمنت به وبرسالته العظيمة الرائعة د. طه حسين رجل قهر كل الصعاب وتسلق سلم المجد ووصل إلي القمة كان رجل يملك شخصية ساحرة وأرتبط في أذهاننا بالحرية والعقل الراجح والأسرار والعزيمة والفكر وثقافات عدّة أكتسبها ليس فقط من الكتب وأنما من الحياة .
رحل عن عالمنا في 24 أكتوبر عام 1973 م ومازال يحتل مكانه مرموقه ويملأ الأسماع والأبصار بسيرته الذكية فكان كاتب وأديب ومفكر ورائد من رواد الأدب العربي
ولا تزال دور النشر تنشر أعماله إلي الآن ولاسيما كتابين شهيرين هما الأيام والآدب الجاهلي .
ملخص كتاب قمم مصرية د. طه حسين |
د. طه حسين .. ترك هذا العالم ولاكن يبقا في أعماقنا قدوة ومثل رائع للإرادة والعزيمة القوية قهر الظلام الذي كان بداخلة لينير العالم بعلمه وكتبه ومؤلفاته تحيه إلي هذا الرجل العظيم الذي لم يعرف كلمة مستحيل .
تمنياتي لكم بقراءة ممتعة وشيقة متابعيني الكرام .
أقرأ أيضا > هدي شعراوي قمم مصرية
أقرأ أيضا > لمحات من حياة الفاروق عمر بن الخطاب
المصدر
كتاب : قمم مصرية
د .طه حسين عميد الأدب العربي
الكاتب : محمد رجب والمجلس القومي للشباب
د .طه حسين عميد الأدب العربي
الكاتب : محمد رجب والمجلس القومي للشباب
الصفحات : 110 صفحة
الناشر : دار الجمهورية للصحافة
مكتبتي الجميلة my library beautiful
مكتبتي الجميلة my library beautiful
تعليقاتك تسعدني دائما